الإطار العامّ
و أهدافنا

"الشباب هو المستقبل": هناك ميل إلى تكرار هذه الجملة شعارًا رنّانًا، أكثر منه ضمن برنامجٍ حقيقيّ وعمليّ. وفعليًّا، تشير التقديرات اليوم إلى أنّ 60٪ من سكّان حوض البحر الأبيض المتوسّط هم من ما دون الـ35 عامًا

ملاحظة مكبِّلة

ورغم ذلك، إنّ الشباب هم الفئة السكّانيّة التي تقع على عاتقها أكبر نسبة من الهشاشة والصعوبات لا سيّما في الاندماج اجتماعيًّا واقتصاديًّا. وهي تقف على خط المواجهة، وغالبًا بمفردها، في مواجهة العديد من التحدّيات: البطالة، والعقبات التي تحول دون التنقل، والوصول إلى الثقافة، والإبداع الفنّيّ، وتغيّر المناخ. وبالإضافة إلى ذلك، كثيرًا ما يبقى الشباب خارج مواقع المسؤولية وصنع القرارات في الحياة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة. ويمكننا أيضًا أن نرى أن شباب المتوسّط لا يلتزمون كثيرًا في الأحزاب السياسيّة، وأنّهم يشكّلون فئة السكّان التي تشارك الأقلّ في الانتخابات على صعيد بلدانهم 
خلاصة

في السنوات الأخيرة، تدهورت حالة الشباب إلى حدٍّ بعيد في جميع أنحاء المنطقة

أوجه عدم مساواة الكبيرة

إنّ الشباب الذين يُحكَم عليهم بالمعاناة من عدم الاستقرار بدلًا من أن يحقّقوا طموحاتهم، هم رغم ذلك المحرّكين الأساسيّين للتغيير الاجتماعيّ. ويبدو من الطارئ سماع أصواتهم وتطلّعاتهم وأحلامهم
 
وهذه الأجيال الشابّة هي أجيال شبكات التواصل الاجتماعيّ والتبادلات العابرة للحدود المادّيّة أو الوهميّة؛ وهي على اطّلاعٍ وعلمٍ بكلّ ما يحدث في المدينة أو البلد أو القارّة المجاورة. المراجع الثقافيّة تتقاطع وتتفاعل وتختلط. وحتّى إن أُغلقت يومًا حدود منطقة المتوسّط الواحدة تلو الأخرى، يبقى التبادل والمعرفة متاحَين من دون حاجة إلى أيّ تأشيرة
 
ما هي القواسم المشتركة بين الشباب السوريّين، واللبنانيّين، والفرنسيّين، والمغاربة، والفلسطينيّين، والإيطاليّين، والبرتغاليّين، والأردنيّين، والأتراك، والجزائريّين، والمصريّين، والإسبان، والليبيّين، والمالطيّين، والقبارصة، والتونسيّين، واليونانيّين؛ إن لم تكن الانتماء إلى الحقبة نفسها؟ والنظر إلى البحر نفسه، حيث يبدو أن الفرص والتحدّيات مرتبطة ببعضها البعض، إن لم تكن نفسها؟
 
من الشرق إلى الغرب، ومن الجنوب إلى الشمال، ثمّة تطلّعات مشتركة عابرة لمجتمعاتنا. في شوارع تونس والقاهرة، وفي ساحات مدريد وباريس، أعرب قسمٌ من الشباب في السنوات الأخيرة عن رغبتهم في مجتمعٍ أكثر مساواة وعدالة. وآلاف الشباب يلتزمون في الجمعيّات والتجمّعات، ويتشاركون ممارساتهم وتطلّعاتهم والرغبة عينها في المشاركة 
 
ومن المفارقات أنّ مساحات قليلة اليوم تسمح لشباب البحر الأبيض المتوسّط الملتزمين بمغادرة أراضيهم، والاجتماع، وتبادل ملاحظاتهم وخبراتهم، وبناء مشاريع مشتركة على النطاق الأورو-متوسطيّ. ويأتي تأسيس شبكة شباب المتوسّط جوابًا على ذلك
أوجه عدم مساواة الكبيرة

أهداف شبكة شباب المتوسّط

ما الهدف من شبكة شباب ملتزم في منطقة المتوسّط؟
 
شبكة شباب المتوسّط مساحةٌ من المعرفة المشتركة وحريّة التعبير وبناء مشاريع المواطنة المشتركة، هي مفتوحة لجميع شباب المتوسط الملتزم بالدفاع عن المساواة بين الجميع والتضامن والعدالة الاجتماعيّة في أراضيه. وتسعى الشبكة إلى إقامة جسور بين بلداننا المختلفة من أجل بناء حلول مشتركة للتحديات الخطيرة الراهنة، من أجل مستقبل سلامٍ في منطقة المتوسط
 
ويدعم البرنامج بصورة يوميّة تواصل شباب المتوسّط والتزامه في الحياة العامّة على مستوياتٍ عدّة
- عبر تزويد الشباب بأدوات ومساحات للتواصل بهدف تمكينهم من التعلّم من التجارب الحاصلة في مناطق أخرى، وتنمية الشراكات في ما بينهم، وتعزيز أعمالهم على نطاق منطقة المتوسّط
عبر مرافقة استخراج الخلاصات والاستراتيجيّات المشتركة بشأن القضايا التي يتشاركونها لكي يتمكّنوا من التعاون في نشاطات التوعية والمساءلة
من خلال دعم بناء مشاريع المواطنين المتعددة البلدان، خاصّةً المشاريع التي بدأها وحملها الشباب
 
شبكة شباب المتوسّط هي شبكة مستقلّة من المجتمع المدنيّ، تضمّ اليوم أكثر من ٢٥٠ شابًّا وشابّةٍ من ١٧ دولة (الجزائر وقبرص ومصر وإسبانيا وفرنسا واليونان وإيطاليا والأردنّ ولبنان وليبيا ومالطا والمغرب وفلسطين وسوريا والبرتغال وتونس وتركيا) حول قضايا التوظيف والتدريب المهنيّ والمشاركة المواطنيّة والتنقّل والهجرة وحرّيّة التعبير والإبداع والبيئة. فهو يجمع بين قادة المشاريع من الشباب أو ممثّلين عن المنظّمات المجتمعيّة، حول القيم المشتركة (انظر ميثاق القيم) والرغبة نفسها في بناء مستقبل مشترك يكون فيه للشباب مكانهم
 
في العام ٢٠١٥، أطلقت الشبكة الأورو- متوسّطيّة في فرنسا
(www.euromed-france.org)·
مشروع "شباب المتوسّط"، الذي يجمع كلّ عام العديد من الشباب المتوسطيّ الملتزمين. وقد سمح الملتقى الأوّل، الذي عُّقد في تشرين الأول/أكتوبر ٢٠١٥ في باريس، بوضع الأسس لإجراء حوار أورو - متوسطيّ يخصّ الشباب. ومنح الملتقى الثاني الذي وقع في نيسان/أبريل ٢٠١٧ في الدار البيضاء الفرصة لنحو ثمانين شابًّا وشابّة من جميع ضفاف البحر الأبيض المتوسّط لتقييم التحدّيات التي يواجهونها في المنطقة. وفي نيسان/أبريل ٢٠١٨، استضافت الجزائر العاصمة اجتماعًا جديدًا حمل عنوان "عرض الممارسات المبتكرة المتعلّقة بشباب منطقة المتوسّط". وكان ملتقى "نحن نبادر، فشاركونا!"، الذي عقد في تونس من ٢٥ إلى ٢٧ نيسان/أبريل ٢٠١٩، اختتامًا للمرحلة الأولى من المشروع، وركّز على قضايا المناصرة. وقد سمحت كلّ ديناميكيّة التفكير المشترك هذه ببروز شبكة شباب المتوسّط بحلّتها الجديدة في العام ٢٠٢٠
وفي هذا العام، قبيل الملتقى الذي كان مرتقبًا في مرسيليا، تمّ تنظيم أوقات عمل جماعيّ وتنشيط وتطوير للأدوات الرقميّة بين شهرَي أيّار/مايو وتشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٢١ (دورة ندوات مواضعيّة عبر الإنترنت، والعمل على الموقع الإلكترونيّ الخاصّ بالشبكة، ومسابقة ملصقات إعلانيّة، واجتماعات اللجنة التوجيهيّة المنتظمة) تحدّيًا للصعوبات التي فرضتها أزمة كوفيد-١٩، من خلال الحفاظ على نشاط أعضاء الشبكة واستمراريّة حوكمتها. ومن ثمّ، تمّ أخيرًا عقد الملتقى الخامس للشبكة من ٢٤ إلى ٢٧ تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٢١ في مرسيليا، وضمّ نحو ٨٠ مشاركًا ومشاركةً من ١٥ بلد
اهداف

الإطار الجامع والمشرِك

شبكة جامعة وتشاركيّة، تضمّ الشباب
في إدارتها وتكرّس خبراتهم

وتتولّى لجنةٌ توجيهيّة تنسيق شبكة شباب المتوسّط، وهي مكوّنة من ١٧ ممثّلًا لمنظّمات أو حاملًا لمشاريع هادفة إلى دعم الشباب (رابط إلى قائمة أعضاء اللجنة). والتحدّي كبير، لأنّ أحد أهمّ الركائز هو إشراك الشباب في إدارة الشبكة ذاتها. ولذلك فإنّ هذه اللجنة التوجيهيّة مسؤولة عن تحديد أولويّات المواضيع السنويّة، ودورة الأنشطة، واختيار المشاركين في كلٍّ منها، وإعداد محتويات ورش العمل وتنشيطها. وبالتالي، فإنّ تطوّر شبكة شباب المتوسّط وتوجّهها يتماشيان مع اهتمامات الشباب الملتزمين فيها وتطلّعاتهم
 
ولهذا البُعد أيضًا هدفٌ تربويٌّ قويّ، لأنّه يسمح بتقدير معرفة الشباب المشاركين وممارساتهم المحلّيّة وتعزيزها على الصعيد الإقليميّ، ودفعهم إلى التعبير عن أنفسهم علنًا، وبالتالي تعزيز ثقتهم في أنفسهم. وبالتالي، إنّ جميع أنشطة شبكة شباب المتوسّط هي من إعداد الشباب وتنشيطهم. ويتمّ تعزيز التجارب التي يقوم بها الشباب على الصعيد المحليّ بقوّة داخل الشبكة، من خلال الخيار الذي تمّ الاتزام به منذ إطلاق المشروع، ألا وهو بحصر المتكّلمين في أثناء ورش العمل واللقاءات بمَن هم دون الـ٣٥ سنة من العمر 
 
وتُشرك شبكة شباب المتوسّط الجهات الفاعلة النقابيّة والمؤسساتيّة في المنطقة التي تراعي القضايا نفسها في أنشطتها، من أجل مضاعفة تأثيرها وظهورها. وفي كلّ عام، تقوم الشبكة بتطوير شراكاتٍ قويّة مع الجهات الفاعلة المحليّة بهدف تعزيز ترسيخ كلّ نشاطٍ من أنشطة المشروع في إقليمه. كما أنّ دورة أنشطة الشبكة هي أيضًا فرصة لشباب الشبكة للتعرف إلى خصوصيّات منطقة المتوسّط. وقد دعم العديد من الشركاء المؤسّساتيّين تطوّر هذه الشبكة على مرّ السنين، ونحن نشكرهم بحرارة!
جامع

الأهداف المشتركة

مشروع متعدّد الأطراف حول الأهداف المشتركة التي تؤثّر على جميع الشباب، سواء كانوا من الشمال أو الجنوب
 
إنّ شبكة شباب المتوسّط تتمتّع بخصوصيّة وضع الديناميكيّات المشتركة ومدّ الجسور بين ضفّتَي البحر المتوسّط، علمًا بأنّ غالبيّة المشاريع والمبادرات التي تُعنى بالشباب تركّز على الضفّة الجنوبيّة لحوض البحر المتوسّط حصرًا. ونحن نرى أنّ بناء السلام في المنطقة يمرّ ببناء روابط التضامن بين كافّة البلدان التي تتشارك البحر المتوسّط.
 
شبكة شباب المتوسّط هي أيضًا شبكةٌ مستقلة، تعمل مع كافّة أنواع الجهات الفاعلة (من جمعيّات، وشباب مستقلّين، ومجتمعات، وحكومات، وغيرها) ولكنّ قيادتها تبقى مستقلّة تمامًا، ما يسمح لها بأن تضمّ فئات الشباب كلّها وأن تمنحهم مساحة حرّة وآمنة للكلام. 
المتعددة المستويات

إتّصل بنا

لا تدور